حصلت شركة «إنفيديا» على موافقة من الحكومة الأميركية لبيع شرائحها المتقدمة للذكاء الاصطناعي من طراز H200 إلى الصين، لكن السؤال هو ما إذا كانت بكين ترغب في الحصول عليها أو ستسمح للشركات المحلية بشرائها.
وأصبح بإمكان الشركة الآن شحن شريحة H200 إلى «عملاء معتمدين»، بشرط حصول الحكومة الأميركية على 25% من عائدات تلك المبيعات.
وكانت «إنفيديا» قد مُنعت فعلياً من بيع أي رقائق إلى الصين في وقت سابق من هذا العام، لكنها سعت منذ يوليو تموز لاستئناف بيع شريحة H20، وهي نسخة أقل تقدماً صُممت خصيصاً لتتماشى مع ضوابط التصدير.
وأشارت تقارير سابقة إلى أن بكين منعت الشركات المحلية من شراء شريحة H20، الأمر الذي دفع «إنفيديا» إلى عدم احتساب مبيعات كبيرة في الصين ضمن توقعاتها.
وبعد رفع الحظر، ذكرت «فايننشال تايمز» أن الصين ستعمل على «الحد من الوصول» إلى شريحة H200، استناداً إلى مصادر لم تُصرّح عن هويتها.
تعدّ H200 من أكثر رقائق إنفيديا تقدماً في السوق لتدريب وتشغيل الذكاء الاصطناعي، لكن الصين تسعى جاهدة لتقليل اعتمادها على التكنولوجيا الأميركية وتعزيز تطوير أشباه الموصلات المحلية للذكاء الاصطناعي.
وقال نيل شاه، شريك في مؤسسة Counterpoint Research، لـ CNBC يوم الثلاثاء: «في حين أن هذه الخطوة تعيد فتح الباب للإيرادات الأميركية، فإن القطار الاستراتيجي قد غادر المحطة بالفعل».
وأضاف هوانغ في مقابلة تليفزيونية في مايو أيار، أن منتجات أشباه الموصلات الخاصة بشركة هواوي الصينية للذكاء الاصطناعي «قد تكون قابلة للمقارنة» مع رقائق إنفيديا H200.
اقرأ أيضاً: ارتفاع أسهم «إنفيديا الصين» بأكثر من 400%
كما تتسابق شركات صينية أخرى مثل علي بابا وبايدو، إضافة إلى عدد من الشركات الناشئة، لتقديم منتجات منافسة لإنفيديا في السوق.
وقد كثفت هواوي جهودها في تطوير سلسلة Ascend من منتجات الذكاء الاصطناعي، مستخدمة مجموعات ضخمة من الرقاقات لمحاولة تحقيق أداء يضاهي أداء إنفيديا.
وأوضح هوانغ لشبكة CNBC في يونيو حزيران، أن هواوي ستغطي احتياجات البلاد من الرقاقات إذا لم يُسمح أبداً لإنفيديا بالبيع في الصين.
وفي الوقت نفسه، استخدمت شركات علي بابا وتينسنت وبايدو الرقاقات المخزنة من إنفيديا قبل فرض الحظر، إلى جانب أشباه الموصلات المحلية، لتطوير نماذج ذكاء اصطناعي أصبحت متقدمة حالياً.
وقال نيل شاه: «من حيث القدرات، فإن النظام البيئي الصيني يواكب بسرعة جميع المستويات من أشباه الموصلات إلى النماذج البرمجية، مع تحسينات على الرقاقات والبرمجيات لتلبية الاستهلاك المحلي بشكل كبير». وأضاف أن اعتماد الصين على رقاقات إنفيديا يعدّ «مسألة خطيرة مع سيف معلق من عدم اليقين السياسي».
وأكد شاه أن «هذا يجعل الاكتفاء الذاتي المحلي هو الاستراتيجية الوحيدة القابلة للتطبيق على المدى الطويل بالنسبة لبكين».
أشار ترامب إلى أن الرئيس الصيني شي جين بينغ «استجاب بشكل إيجابي» لموافقة تصدير رقاقات H200 إلى الصين.
وبينما امتنعت الصين عن شراء رقاقات H20، هناك أسباب قد تدفع شركاتها إلى الرغبة في شراء منتج H200.
تعدّ H200 أكثر تقدماً بكثير من H20، ما قد يكون مغرياً للصين. وفي الوقت نفسه، أشار الرئيس التنفيذي لشركة علي بابا، إيدي وو، إلى وجود نقص في الإمدادات عبر سلسلة أشباه الموصلات بأكملها.
وقال بن بارينجر، رئيس أبحاث التكنولوجيا في Quilter Cheviot، لشبكة CNBC يوم الثلاثاء: «أعتقد أن هناك طلباً على H200 لأنها رقاقات أفضل من H20، وهناك نقص في الرقاقات في الصين. وسترغب شركات التكنولوجيا الصينية الكبرى في استخدام منتجات إنفيديا وAMD إذا أمكن».
ولا تزال صناعة أشباه الموصلات الصينية متأخرة عن نظيرتها الأميركية وغيرها من الأسواق. وبشكل خاص، تكافح الصين في تصنيع أكثر الرقاقات تقدماً، مما يضعها خلف أكبر شركة لصناعة الرقاقات في العالم، تايوان لصناعة أشباه الموصلات (TSMC). كما تواجه الصين قيوداً على شراء أدوات تصنيع الرقاقات التي يمكن أن تعزز قدراتها.
شاهد أيضاً: رقائق "H200" الأميركية في طريقها إلى الصين
وفي الوقت نفسه، تظل البدائل المحلية لإنفيديا أقل أداءً، ما يجعل رقاقات H200 خياراً جذاباً.
وقال شاه: «ما لا يصب في صالح الصين حالياً هو الإمداد —فزيادة إنتاج رقاقات الذكاء الاصطناعي المتقدمة من حيث الأداء أو معدلات الإنتاج لا تزال أمراً صعب التحقيق، مما يجعلها خطوة أقل كفاءة اقتصادياً».
وأضاف: «الفجوة بين إنفيديا وAMD وهواوي وشركات أخرى لا تزال واسعة عندما يتعلق الأمر بالأداء وكفاءة الطاقة».
وبغض النظر عن بدء الشركات الصينية بشراء منتجات إنفيديا، سيستمر المسار طويل الأمد لبكين نحو الاكتفاء الذاتي.
وقال جورج تشين، شريك ورئيس مشارك لممارسة التحول الرقمي في The Asia Group، لـ CNBC يوم الثلاثاء: «على المدى الطويل، خلال السنوات الخمس إلى العشر المقبلة، لن تتغير استراتيجية الصين في ’الاعتماد على الذات‘ في مجال التكنولوجيا والابتكار. لدى جنسن هوانغ من إنفيديا نافذة زمنية جيدة لبيع رقاقات H200، لكنها لن تدوم إلى الأبد».
وأضاف: «شي لن يكون غبياً ليظن أن ترامب اليوم يمكنه بيع H200، فتعتمد الصين بالكامل على الرقاقات الأميركية. تبقى هواوي وعلي بابا وغيرها من مطوري التكنولوجيا الصينيين استراتيجياً مهمين في سباق الصين الطويل للفوز بركوب موجة الذكاء الاصطناعي، وهذا سباق طويل الأمد».
تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي