تغييرات إدارية في بيركشاير هاثاواي.. هل يتغير نهج الشركة؟

تشهد شركة المستثمر وارن بافيت، بيركشاير هاثاواي، تغييرات إدارية ومناقلات في مدراء الأقسام والمستشارين، في حركة غير معهودة لهذه المؤسسة التي تنحى عن إدارتها حكيم أوماها، مما يطرح التساؤلات عن تحولات في "نهج بيركشاير" العلامة الخاصة في عالم الأعمال.

حظي رحيل تود كومبس المفاجئ عن شركة بيركشاير هاثاواي بمعظم الاهتمام عند الإعلان عنه هذا الأسبوع.

---

اقرأ أيضاً: هل يفقد إرث بافيت بريقه؟.. أسهم بيركشاير تتراجع قبل رحيله التاريخي

---

إلا أن البيان الصحفي الصادر يوم الاثنين، والمؤلف من ثلاث صفحات، تضمن أيضاً عدة تغييرات إضافية في الكادر الإداري، تشير إلى أن الشركة تتجه نحو هيكل تنظيمي أكثر تقليدية، في الوقت الذي يستعد فيه وارن بافيت لتسليم منصب الرئيس التنفيذي إلى غريغ أبيل في غضون أقل من ثلاثة أسابيع.

سينضم كومبس إلى بنك جيه بي مورغان تشيس الشهر المقبل ليرأس "مجموعة الاستثمار الاستراتيجي" التي تبلغ قيمتها 10 مليارات دولار، وذلك ضمن "مبادرة الأمن والمرونة" الجديدة للشركة، والتي تبلغ قيمتها 1.5 تريليون دولار، بهدف مساعدة الشركات على تعزيز نموها، وتحفيز الابتكار، وتسريع وتيرة التصنيع، لا سيما في الولايات المتحدة.

يشغل كومبس عضوية مجلس إدارة جيه بي مورغان منذ عام 2016، ولكنه سيترك منصبه الجديد لتوليه منصبه الجديد.

وفي بيان صحفي، وصف رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة جيه بي مورغان، جيمي ديمون، كومبس بأنه "أحد أعظم المستثمرين والقادة الذين عرفتهم".

في بيان بيركشاير، نُقل عن وارن بافيت قوله: "كما هو معتاد، اتخذ بنك جيه بي مورغان قراراً صائباً"، مشيداً بكومبس لتعيينه "العديد من الكفاءات المتميزة في شركة جيكو".

انضم كومبس، البالغ من العمر 54 عاماً، إلى بيركشاير عام 2010 كمدير محافظ استثمارية.

في عام 2020، تولى منصباً إضافياً كرئيس تنفيذي لشركة جيكو، شركة تأمين السيارات التابعة لبيركشاير، مما زاد من التكهنات حول إمكانية توليه منصب خليفة بافيت.

---

اقرأ أيضاً: وارن بافيت يعتزم التبرع بثروته لمؤسسات أبنائه.. ويدعم خليفته غريغ أبيل

---

في الاجتماع السنوي الذي عُقد في مايو، صرّح رئيس قسم التأمين، أجيت جاين، بأن كومبس "قدّم أداءً رائعاً في تحسين" عمليات جيكو، مشيراً إلى التحسينات التي أُدخلت على "مواءمة السعر مع المخاطر" ودمج تقنية التتبع الإلكتروني، وهي تقنية مراقبة أسلوب قيادة حاملي وثائق التأمين، في تحديد الأسعار.

لكن جاين أضاف: "ما زلت أعتقد أننا بحاجة إلى بذل المزيد من الجهود في مجال التكنولوجيا".

تتولى نانسي بيرس، الرئيسة التنفيذية الجديدة لشركة جيكو، مهمة تطوير التكنولوجيا فيها، بعد ترقيتها من منصب الرئيسة التنفيذية للعمليات. وقد انضمت بيرس إلى الشركة منذ عام 1986، حيث بدأت مسيرتها المهنية كمساعدة في قسم المطالبات.

أما مسألة من سيخلف كومبس في إدارة المحافظ الاستثمارية، فلا تزال مطروحة.

تغيير نهج بيركشاير

لطالما صرّح وارن بافيت بأن غريغ أبيل سيتولى المسؤولية العامة عن المحفظة، لكن لم يتضح بعد حجم المسؤولية التي ستُفوَّض إلى مدير المحفظة الآخر، تيد ويشلر.

قد تُعيّن بيركشاير مدير محفظة إضافي أو أكثر، ويمكن لبافيت نفسه، بصفته رئيساً لمجلس الإدارة، أن يُسهم في سدّ الفراغ الذي تركه كومبس.

غالباً، اتسمت بيركشاير بالغموض بشأن المسؤول عن الحيازات الصغيرة في محفظتها، ولم تُفصح كثيراً عن سجلات أداء مديري المحافظ.

في رسالة بريد إلكتروني إلى "بافيت ووتش"، حثّ كريستوفر ديفيس من "هدسون فاليو بارتنرز" بيركشاير على "زيادة الشفافية بشأن أدوار ومسؤوليات أبيل وويشلر في إدارة محفظة الأسهم العامة".

وأضاف: "جميعنا نُقدّر نهج بيركشاير، لكن لا بدّ من مراعاة أنها الآن مؤسسة تُقدّر قيمتها بتريليون دولار وتخوض أول عملية انتقال قيادي لها".

تُساهم جوانب عديدة من هذا التحوّل في ابتعاد الشركة عن نهج "بيركشاير" اللامركزي الشهير.

إدارة جديدة

يُمارس غريغ أبيل بالفعل إشرافاً إدارياً أكبر على الشركات التشغيلية غير التأمينية مقارنةً بما كان يمارسه وارن بافيت. والآن، تُضاف طبقة إدارية جديدة.

تم تعيين آدم جونسون، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة نت غيتس، في منصب مُستحدث هو "رئيس قطاعات المنتجات الاستهلاكية والخدمات والتجزئة في بيركشاير هاثاواي".

وصفه أبيل بأنه "قائد مُحنّك ذو قدرة مُثبتة على تحقيق قيمة طويلة الأجل للمساهمين"، وقال في بيان صحفي يوم الاثنين إن جونسون "سيدعم الرؤساء التنفيذيين المتميزين لشركاتنا الـ 32 في قطاعات المنتجات الاستهلاكية والخدمات والتجزئة، وسيُحافظ على ثقافة وقيم بيركشاير".

---

اقرأ أيضاً: غياب أسطورة بيركشاير هاثاواي وارن بافيت عن القيادة يضعف جاذبية أسهمها

---

ستظل الشركات التابعة المتبقية غير التأمينية، بما في ذلك بي إن إس إف، وبيركشاير هاثاواي للطاقة، وبايلوت، تابعةً مباشرةً لأبيل.

تستعد بيركشاير أيضاً لتعيين أول مستشار قانوني عام لها. شغل مايكل أوسوليفان هذا المنصب في شركة سناب منذ عام 2017، بعد أن مارس المحاماة في مكتب مونغر، تولز وأولسون لأكثر من عقدين.

وحتى الآن، كانت بيركشاير تعتمد على مكاتب محاماة خارجية لإدارة شؤونها القانونية.

وأخيراً، وفي انتقال أكثر تقليدية، سيتقاعد المدير المالي مارك هامبورغ في يونيو المقبل بعد 40 عاماً قضاها في بيركشاير.

وفي البيان الصحفي، قال بافيت إن هامبورغ كان "لا غنى عنه" و"قدّم للشركة أكثر مما يدركه العديد من مساهمينا". ,سيخلفه تشارلز تشانغ، المدير المالي لشركة بيركشاير هاثاواي للطاقة. وهذه تغييرات جذرية لشركة لم تشهد مثلها على مر السنين.

في هذا الإطار، صرح ماير شيلدز، المحلل في شركة "كيف، بروييت آند وودز"، لصحيفة وول ستريت جورنال: "هناك ارتباط عاطفي قوي باستمرار ثقافة بيركشاير، لذا فإن أي تغييرات كبيرة ستثير قلقاً أكبر من التفاؤل بديناميكية الشركة. ليس هذا هو السبب الذي يدفع الناس لامتلاك أسهم بيركشاير هاثاواي".

خفضت شركة "كيف بروييت آند وودز" تصنيف أسهم بيركشاير إلى "أداء ضعيف" في وقت سابق من هذا العام، ويعود ذلك جزئياً إلى قرب رحيل بافيت.

صمدت أسهم الفئتين "أ" و"ب" بشكل جيد هذا الأسبوع، حيث انخفضت بنسبة 1% تقريباً، على الرغم من أنها لا تزال أقل من 7% عن أعلى مستوياتها على الإطلاق في مايو، قبيل إعلان بافيت عن نيته التنحي عن منصب الرئيس التنفيذي في نهاية العام.