تخطط بورصة ناسداك، واحدة من أكبر البورصات العالمية والتي تضم شركات التكنولوجيا الكبرى مثل إنفيديا وأبل وأمازون، لتقديم مستندات إلى هيئة الأوراق المالية الأميركية يوم الاثنين لإطلاق التداول على مدار الساعة للأسهم، في خطوة تهدف إلى الاستفادة من الطلب العالمي المتزايد على الأسهم الأميركية.
وقد شهد طلب المستثمرين على التداول المستمر للأسهم الأميركية ارتفاعاً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، ما دفع الجهات التنظيمية إلى إصدار قواعد جديدة والموافقة على مقترحات من البورصات الكبرى لتمكين التداول خارج ساعات السوق الرسمية.
ويُمثل السوق الأميركي نحو ثلثي القيمة السوقية للشركات المدرجة عالمياً، فيما بلغ إجمالي الملكيات الأجنبية للأسهم الأميركية 17 تريليون دولار العام الماضي، وفقاً للبيانات التي جمعتها بورصة ناسداك.
ستشكل خطوة بورصة ناسداك في تقديم المستندات إلى هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية أول خطوة رسمية نحو إطلاق التداول على مدار الساعة، خمسة أيام في الأسبوع. وكان رئيس بورصة ناسداك، تال كوهين، قد أفاد في مارس آذار الماضي بأن المشغل بدأ مناقشات مع الجهات التنظيمية ويتوقع إطلاق التداول المستمر خمسة أيام أسبوعياً خلال النصف الثاني من عام 2026.
كما أعلنت كل من بورصة نيويورك وCboe Global Markets مؤخراً عن خطط للانتقال إلى التداول على مدار الساعة للأسهم.
شاهد أيضاً: الأعلى على الإطلاق.. تداولات السعوديين في سوق الأسهم الأميركية بالربع الثالث 2025
وقال تشاك ماك، نائب الرئيس الأول لأسواق أميركا الشمالية في ناسداك، لوكالة رويترز: «لقد كان هناك اتجاه نحو العولمة منذ فترة، وقد شهدنا الأسواق الأميركية نفسها تصبح أكثر عالمية».
تخطط بورصة ناسداك لتوسيع ساعات تداول الأسهم والمنتجات المتداولة في البورصة من 16 ساعة إلى 23 ساعة، خمسة أيام في الأسبوع. حالياً، تُجري ناسداك ثلاث جلسات يومية خلال أيام الأسبوع: جلسة ما قبل السوق من الساعة 4 صباحاً حتى 9:30 صباحاً بتوقيت الساحل الشرقي للولايات المتحدة، والجلسة الرسمية من الساعة 9:30 صباحاً حتى 4 مساءً، وجلسة ما بعد السوق من الساعة 4 مساءً حتى 8 مساءً.
ومع الانتقال إلى نظام 23/5، ستعمل البورصة على جلستين للتداول: تبدأ جلسة النهار من الساعة 4 صباحاً وتنتهي عند 8 مساءً، يليها استراحة ساعة واحدة لأغراض الصيانة والاختبار وتسوية الصفقات. أما جلسة الليل فستبدأ عند الساعة 9 مساءً وتنتهي عند 4 صباح اليوم التالي.
ستستمر جلسة النهار في شمول ساعات التداول ما قبل السوق، والسوق الرسمي، وما بعد السوق، مع الإبقاء على جرس الافتتاح عند الساعة 9:30 صباحاً وجرس الإغلاق عند الساعة 4 مساءً. أما في جلسة الليل، فستُعتبر الصفقات التي تُنفذ بين الساعة 9 مساءً و12 منتصف الليل صفقات لليوم التالي.
بموجب الخطة الجديدة، ستبدأ أسبوع التداول يوم الأحد الساعة 9 مساءً وتنتهي يوم الجمعة الساعة 8 مساءً بعد انتهاء جلسة النهار.
اقرأ أيضاً: كوستكو تتجاوز توقعات وول ستريت للأرباح والإيرادات
يعتمد نجاح طرح التداول على مدار الساعة على تحديث معالج معلومات الأوراق المالية الذي يعرض أدق الأسعار للأسهم في البورصات الأميركية. ومن المقرر أن يطرح المركز المركزي لتسوية الأوراق المالية، وهو شركة الإيداع والتسوية الأميركية، خدمات التسوية المستمرة للأسهم بحلول نهاية عام 2026.
ويقول مؤيدو التوسع في التداول على مدار الساعة إنه سيمكن المستثمرين، خصوصاً أولئك المقيمين خارج الولايات المتحدة، من الاستجابة بشكل أسرع للتطورات التي تحدث خارج ساعات السوق الرسمية. ومع ذلك، تُبدِي البنوك الكبرى في وول ستريت حذرها تجاه الانتقال إلى التداول المستمر، مشيرة إلى مخاوف تتعلق بانخفاض السيولة، وزيادة التقلبات، وعدم اليقين بشأن عوائد الاستثمار.
وأشار تشاك ماك، نائب الرئيس الأول لأسواق أمريكا الشمالية في ناسداك، إلى أن أحجام التداول خلال الساعات الممتدة عادة ما تكون أقل بكثير من ساعات السوق الرسمية، لكن الطلب على التداول خلال ساعات الليل الأميركية يشهد ارتفاعًا ملحوظًا. ويعتمد المستثمرون الراغبون في التداول على مدار الساعة حاليًا على منصات التداول خارج البورصات، أو ما يُعرف بأنظمة التداول البديلة، مثل Blue Ocean وBruce ATS وOTC Moon.
وقال ماك: «نرى هذه الظواهر تتجلى في سوق الأسهم الأميركية، من خلال الطلب المتزايد على الشركات المدرجة في ناسداك من مناطق خارج الولايات المتحدة، بشكل أكبر مما كان عليه في الماضي. هؤلاء المستثمرون حول العالم يريدون الوصول إلى هذا السوق الضخم بشروطهم الخاصة، ويرغبون في القيام بذلك وفق مناطقهم الزمنية».
تعود ساعات التداول في البورصات الكبرى مثل NYSE إلى أكثر من قرن، عندما كانت الصفقات تُنفذ شخصيًا على أرضيات التداول عبر وسطاء يسجلون الطلبات ورقيًا. ومع أن معظم التداول الآن يتم إلكترونيًا، إلا أن ساعات التداول في معظم البورصات الأميركية ظلت ثابتة إلى حد كبير على مدى العقود الماضية.
وفي وقت سابق من هذا العام، قدمت ناسداك طلبًا للجهات التنظيمية الأميركية لإدخال تداول الأسهم المرمَّزة (Tokenized Stocks)، في خطوة لتعزيز الاستفادة من ازدهار التوكنات وسط تخفيف قيود العملات الرقمية في ظل إدارة ترامب.
وأضاف ماك: «عندما يشهد السوق توترًا وتقلبات، يزداد نشاط السوق بشكل كبير. لقد بنينا أنظمة تتمتع بمرونة عالية وقدرة كبيرة على معالجة هذه المواقف والتعامل معها بكفاءة».
تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي