تراجعت الأسهم الأميركية الأربعاء 17 ديسمبر/كانون الأول، مع استمرار المستثمرين في الخروج من أسهم الذكاء الاصطناعي الرئيسية، بعد تقرير أفاد بأن المستثمر الرئيسي في شركة أوراكل انسحب من أحد مشاريع مراكز البيانات التابعة لها.
وانخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 1.16%

بينما تراجع مؤشر ناسداك المركّب بنسبة 1.81%

كما هبط مؤشر داو جونز الصناعي بمقدار 174 نقطة، أو 0.4%

وتراجع سهم أوراكل، الذي كان من أبرز أسهم الذكاء الاصطناعي في الفترة الماضية، بنسبة 5% بعد أن ذكرت صحيفة فايننشال تايمز أن شركة بلو أول كابيتال تخلّت عن خططها لتمويل مركز بيانات بقيمة 10 مليارات دولار في ميشيغان تابع لشركة البنية التحتية السحابية. وقال أشخاص مطلعون إن القرار جاء بسبب مخاوف تتعلق بمستويات ديون أوراكل وإنفاقها. وقد نفت أوراكل التقرير لاحقاً وأكدت أن المشروع مستمر.
خطط التمويل عالية المخاطر المرتبطة بتوسعات مراكز البيانات لدى الشركات أبقت المستثمرين في حالة توتر خلال الأسابيع الأخيرة. وتسليط الضوء على أوراكل خلال جلسة التداول يأتي بعد أن نفت الشركة الأسبوع الماضي تقريراً لوكالة بلومبرغ قال إنها أجّلت بعض مشاريعها لصالح OpenAI حتى عام 2028.
وتراجعت أيضاً أسهم أخرى مرتبطة بتجارة الذكاء الاصطناعي الأربعاء. فقد خسر سهم شركة برودكوم — وهو من الأسهم التي قادت موجة الخروج من قطاع التكنولوجيا — نحو 4%. وانخفض سهم إنفيديا بنسبة 3%، بينما تراجع سهم أدفانسد مايكرو ديفايسز بنسبة 5%. كما انخفض سهم ألفابت، الشركة الأم لغوغل، بنسبة 3%.
وقال مدير محافظ العملاء في شركة زاكس لإدارة الاستثمار، برايان مولبيري: "نشهد بوضوح دوراناً من أسهم النمو ذات القيمة السوقية الكبيرة إلى أسهم القيمة الكبيرة. ما نراه فعلياً هو أن المستثمرين يعيدون تموضعهم بشكل أكثر دفاعية استعداداً لما قد يحدث العام المقبل. والسؤال الحقيقي الآن هو: من سيستطيع تحقيق عوائد من هذه الاستثمارات الضخمة في الذكاء الاصطناعي؟"
وسجلت أوراكل وبرودكوم، إلى جانب شركات أخرى في قطاع الذكاء الاصطناعي، خسائر كبيرة خلال ديسمبر، وهو شهر شهد انتقال المستثمرين نحو قطاعات تعتمد على القيمة مثل القطاع المالي. ومنذ بداية الشهر، تراجع سهم أوراكل بنسبة 12% وبرودكوم بنسبة 18%. كما انخفض صندوق XLK التابع لقطاع التكنولوجيا بنسبة 2.3% هذا الشهر.
ويتوقع مولبيري أن يستمر الاتجاه نحو الخروج من الأسهم مرتفعة التقييم والدخول إلى "قطاعات أكثر عدالة في التقييم" حتى عام 2026. ويرى أن هذا الاتجاه، إلى جانب حالة عدم اليقين بشأن السياسة النقدية، قد يؤدي إلى بعض التقلبات.
وأضاف: "في هذه المرحلة، سيكون من المهم النظر إلى عوامل محددة لمعرفة متى وأين سيحدث التحول نحو تحقيق أرباح فعلية من الذكاء الاصطناعي — مثل التدفقات النقدية الحرة. يمكنك التلاعب بالميزانية العمومية، لكن لا يمكنك التلاعب بالتدفقات النقدية الحرة. أكبر محرك للعوائد أصبح الآن أكبر مصدر للمخاطر في السوق."
ويبدو أن جلسة الأربعاء تتجه لجعل مؤشري ستاندرد آند بورز 500 وداو جونز في طريقهما لتسجيل رابع يوم سلبي على التوالي.
وكان المؤشران قد سجلا خسائر يوم الثلاثاء بعد أن أصدر مكتب إحصاءات العمل الأميركي تقرير الوظائف لشهر نوفمبر، والذي تضمن أيضاً بيانات من أكتوبر، كاشفاً عن صورة أوضح لصحة الاقتصاد الأميركي بعد تأخر البيانات الفيدرالية نتيجة إغلاق الحكومة هذا الخريف.
وكان مكتب إحصاءات العمل الأميركي قد أصدر الثلاثاء تقرير الوظائف لشهر نوفمبر، والذي تضمن أيضًا بيانات شهر أكتوبر. وكشفت النتائج عن ملامح الوضع الاقتصادي في الولايات المتحدة بعد تأخر البيانات الفدرالية نتيجة التوقف الحكومي الذي شهدته البلاد خلال الخريف
أظهر التقرير أن الاقتصاد الأميركي فقد 105 آلاف وظيفة في أكتوبر، بينما ارتفع معدل البطالة إلى 4.6% — وهو أعلى مستوى منذ سبتمبر 2021. ومع ذلك، تمت إضافة 64 ألف وظيفة في نوفمبر، متجاوزًا توقعات "داو جونز" البالغة 45 ألفًا.
تراجعت أسهم شركات الدفاع بعد تقارير عن أمر تنفيذي مقترح من ترامب
تراجعت أسهم شركات الدفاع، من بينها لوكهيد مارتن وهانتينغتون إنغالس وإل3 هاريس تكنولوجيز وآر.تي.إكس كورب، بشكل طفيف الأربعاء بعد تقارير تفيد بأن إدارة ترامب تخطط لإصدار أمر تنفيذي يفرض قيودًا على عمليات إعادة شراء الأسهم، ويحد من توزيعات الأرباح، ويقيّد تعويضات التنفيذيين.
وكتب المحلل مايلز والتون من شركة Wolfe Research في مذكرة للعملاء يوم الثلاثاء: "انطباعنا—استنادًا إلى السلوك التاريخي للقطاع—هو أن هذا النهج القائم على العقاب بدل الحوافز لتحسين الأداء لن يحقق على الأرجح النتيجة التي يريدها البنتاغون، وقد يؤدي إلى عواقب غير مقصودة، مثل خروج مزيد من المورّدين من منظومة الدفاع وزيادة اندماج الشركات المتبقية، وهو عكس ما يريده البنتاغون الذي يسعى لتوسيع قاعدة المورّدين غير التقليديين."
وكتب محللو مورغان ستانلي بقيادة كريستين ليواغ يوم الأربعاء أن أي "قيود محتملة على عوائد رأس المال" قد تكون "عكسية في تأثيرها على تشجيع الاستثمارات". وأضاف البنك أن القيود المفروضة على الإدارة "قد تعرقل تكوين رأس المال وتثني المورّدين الجدد عن دخول القطاع إذا أصبحت العوائد المتوقعة أقل من تلك المتاحة في القطاعات التجارية الأقل تنظيمًا."
تراجع سهم Oracle بعد تعثر محادثات تمويل مركز البيانات في ميشيغان
تراجعت أسهم Oracle بأكثر من 4% في تداولات الأربعاء، بعد أن أفادت صحيفة فايننشال تايمز بأن شركة Blue Owl Capital لن تدعم صفقة بقيمة 10 مليارات دولار لتمويل مركز البيانات الجديد للشركة.
وذكر التقرير، نقلاً عن مصادر مطلعة، أن Blue Owl كانت تجري مفاوضات مع Oracle ومع عدد من المقرضين بشأن الاستثمار في مركز البيانات الذي يُبنى في ولاية ميشيغان لصالح OpenAI.
إلا أن الاتفاق لن يمضي قدمًا بعد تعثر تلك المفاوضات، ما يعني أن تمويل مركز البيانات في ميشيغان بات غير مؤكد، خاصة أن Oracle لم توقّع بعد اتفاقًا مع جهة داعمة بديلة، وفقًا للتقرير.

قيد التحديث..
تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي