تشهد أسواق المال الصينية موجة غير مسبوقة من الطروحات العامة لشركات الرقائق المتخصصة في الذكاء الاصطناعي، في وقت تسعى فيه بكين إلى تعزيز استقلالها التكنولوجي ومواجهة القيود الأميركية على استيراد أشباه الموصلات المتقدمة.
هذه الطروحات، التي شملت شركات مثل MetaX و Moore Threads، تعكس حجم الرهان الاستراتيجي على بناء بدائل محلية قادرة على منافسة إنفيديا، عملاق صناعة وحدات معالجة الرسوميات (GPU)، حسب تقرير لشبكة CNBC.
قفز سهم MetaX Integrated Circuits بنسبة 700% في أول يوم تداول له في شنغهاي، فيما ارتفع سهم Moore Threads بأكثر من 400% قبل أسبوعين فقط.
هذه المكاسب القياسية أبرزت شهية المستثمرين المحليين لضخ الأموال في شركات ناشئة، رغم أن معظمها لا يزال بعيداً عن مستوى تقنيات إنفيديا.
واشنطن منعت بيع أكثر رقائق إنفيديا تقدماً إلى الصين، ورغم أن بعض القيود تم تخفيفها، إلا أن بكين تواصل الدفع نحو تطوير منظومة مكتفية ذاتياً من الرقائق. هذا التوجه يعكس إدراكاً بأن السباق على الذكاء الاصطناعي لن يُحسم فقط بالبرمجيات، بل بالقدرة على إنتاج معالجات عالية الأداء محلياً.
اقرأ أيضاََ: إنفيديا تعتزم بدء شحن رقائق H200 إلى الصين بحلول منتصف فبراير
هواوي: تطور هواوي سلسلة رقائق Ascend، مع إطلاق الطراز الجديد 950 في 2026. ورغم أن النماذج السابقة لم تضاهِ إنفيديا على مستوى الشريحة الواحدة، إلا أن الشركة نجحت في بناء عناقيد عالية الأداء عبر ربط عدد أكبر من المعالجات.
بايدو: المساهم الأكبر في شركة Kunlunxin، وقد أعلنت خارطة طريق خمسية لرقائقها مع خطط لإطلاق معالجات جديدة في 2026 و2027.
علي بابا: تعمل على تطوير رقائق مخصصة للاستدلال (Inference)، وارتفع سهمها مؤخراً بعد تقارير عن حصولها على عميل رئيسي لرقائقها.
Cambricon: سجلت إيرادات بلغت 2.88 مليار يوان (402.7 مليون دولار) في النصف الأول من 2025، بزيادة تفوق 4,000% على أساس سنوي، مع صافي ربح قياسي بلغ 1.04 مليار يوان.
MetaX: جمعت نحو 600 مليون دولار في اكتتابها العام، بعد خمس سنوات من تأسيسها على يد مسؤول تنفيذي سابق في AMD.
Moore Threads: تأسست عام 2020 على يد مدير سابق لفرع إنفيديا في الصين، وتُلقب أحياناً بـ"إنفيديا الصين". تستعد لإطلاق أحدث بنية GPU في مؤتمر مطورين ببكين.
Enflame: تأسست عام 2018 على يد موظفين سابقين في AMD، وتطور رقائق لمراكز البيانات.
Biren Technology: تأسست عام 2019، وتعمل على تصميم وحدات معالجة رسومية عالية الأداء، وحصلت مؤخراً على موافقة تنظيمية لإجراء اكتتاب عام.
رغم أن الشركات الصينية لم تصل بعد إلى مستوى أقوى رقائق إنفيديا، إلا أن الطروحات العامة الأخيرة تشير إلى أن المنافسة تتسارع. المستثمرون المحليون يراهنون على أن هذه الشركات ستتمكن خلال السنوات المقبلة من سد الفجوة التقنية، خاصة مع التقدم في مجالات مثل الذاكرة وربط المعالجات في عناقيد عالية الأداء.
تسارع الطروحات العامة لشركات الرقائق الصينية يعكس مزيجاً من الطموح السياسي والفرص الاقتصادية. وبينما لا تزال إنفيديا في موقع الصدارة عالمياً، فإن دخول لاعبين جدد مثل MetaX وMoore Threads، إلى جانب عمالقة مثل هواوي وبايدو وعلي بابا، يضع أسساً لمنافسة قد تعيد تشكيل خريطة صناعة الرقائق خلال الأعوام المقبلة.
تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي