وفي الجانب الأمني، قد تعمد السعودية الى تقليص تعاونها مع الولايات المتحدة في مجال مكافحة الارهاب، بعد اقرار قانون "جاستا" الذي تعتبره الرياض بمثابة "طعنة في الظهر" بحسب محللين. ورغم أن علاقات البلدين شابها فتور متزايد منذ وصول أوباما الى الحكم مطلع 2009، الا أن التعاون في مجال مكافحة الارهاب لم يتأثر بحرارة العلاقة السياسية. وتشارك السعودية منذ صيف 2014 في التحالف الذي تقوده واشنطن ضد تنظيم داعش. ويقول رئيس لجنة شؤون العلاقات العامة السعودية الأميركية سلمان الانصاري ان "هذه الشراكة ساهمت في تزويد السلطات الاميركية بمعلومات استخبارية دقيقة"، مبديا خشيته من ان تكون للقانون الجديد "انعكاسات استراتيجية سلبية". ويرى الانصاري أنّ "السعودية طعنت في الظهر من خلال هذا القانون غير المدروس وغير الواقعي"، سائلا "كيف يمكنك مقاضاة بلد يتعاون واياك في مجال هو نفسه الذي توجه له فيه اتهامات غير مسندة؟". وجمعت بين واشنطن والرياض منذ عقود علاقات وثيقة قوامها النفط والتسليح والامن. الا ان هذه الروابط شهدت محطات تباين خلال عهد اوباما، خصوصا مع تقارب واشنطن وايران في ظل الاتفاق حول الملف النووي بين طهران والدول الكبرى. ويرى الصحافي والمحلل السعودي جمال خاشقجي انه "سيكون صعبا جدا على المملكة العربية السعودية ان تواصل التعاون الاستخباري" مع الولايات المتحدة بعد ان اتخذت الاخيرة "موقفا عدائيا كهذا". ويضيف ان المسؤولين السعوديين قد يكونون في خضم اجراء مناقشات حول رد فعلهم "او سينتظرون الى ان يتم تقديم الدعوى الاولى".
تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي