في مستقبل غير بعيد من اليوم، يتصور العالم أجمع وقتاً يصبح في التدخين أمراً عفا عليه الزمن حيث يتلاشى الطلب على السجائر بعد أن يقرر المدخنون الإقلاع تماماً عن التدخين أو التحول إلى بدائل أفضل لهم.
ويشكل ذلك طموحاً مستقبلياً قابلاً للتحقيق، بفضل العديد من العوامل وعلى رأسها الابتكار والعلم والاستثمار المناسب فيهما. وفي شركة فيليب موريس إنترناشونال بدأنا ذلك بالفعل، إذ قضينا إلى اليوم عقداً من الزمن وبذلنا استثمارات تصل قيمتها إلى مليارات الدولارات في سبيل تطوير محفظتنا المتنامية من منتجات البدائل الخالية من الدخان المبتكرة والمرتكزة على العلم، لنعطي هؤلاء المدخنين البالغين الذين لا يقلعون عن التدخين خياراً افضل لصحتهم. واليوم ينعكس هذا الخيار على ما يقارب 19.7 مليون شخص قرروا التخلي تماماً عن السجائر التي تضم الاحتراق والتحول إلى بدائل أقل ضرراً مثل منتجات تسخين التبغ.
وخاضت الحكومات لعقود من الزمن حرباً ضد التدخين من خلال أدوات متنوعة وتطبيق العديد من الإجراءات والمعايير الصارمة. ومع ذلك، تشير التقديرات إلى أن عدد المدخنين حول العالم سيظل بحلول عام 2025 أكثر من مليار شخص. لذلك نرى أنه من الواضح أن النهج الحالي لا يعمل بالسرعة الكافية. ولا يمكن مواصلة السير بنفس السرعة لتحقيق الأهداف المنشودة ولا بد من نهج عملي يسرع تلك الجهود ويدعمها.
ومع وجود بدائل أفضل للسجائر، وتحديداً تلك المدعومة بالبيانات العلمية التي تؤكد إمكاناتها وقدرتها على أن تكون أقل ضرراً، فنحن بحاجة فقط إلى الجهد الجماعي للحكومات والمجتمع الصحي العام وصناعتنا والمجتمع المدني لجعل هذه البدائل متاحة للمدخنين البالغين الذين لا يقلعون عن التدخين.
وإذا نظرنا إلى مجالات الطاقة النظيفة والمركبات الكهربائية، نجد أن القوانين الحكومية تسهم في تعزيز الابتكار الذي تقوده الصناعة في مواجهة التحديات العالمية، وليس عرقلته. لكن من الضروري الفهم بأن الابتكار دون توفير الظروف اللازمة لتمكين مخرجاته لا يمكنه أن يرقى إلى الكثير من النتائج على أرض الواقع. وهذا هو الأمر الذي نواجهه اليوم.
نحن ملتزمون بالابتكار وتقديم بدائل أفضل للمدخنين البالغين. ومع ذلك، من الضروري أن نعترف بأن البدائل التي نوفرها على الرغم من الدور المهم الذي تؤديه، لا يمكنها منفردة أن تحقق مستقبلًا خالٍ من الدخان.
يجب علينا الاستفادة من الإمكانات الكاملة للابتكار والسياسات القائمة على الأدلة والتي توجه جهودنا الجماعية نحو القضاء على التدخين. وشهدنا في البلدان التي تبنت منتجات خالية من التدخين، مثل إيطاليا واليابان ونيوزيلندا والسويد والمملكة المتحدة والولايات المتحدة، انخفاضاً في معدلات التدخين. وفي الوقت نفسه، في البلدان التي تحظر أو تقيد بشدة المنتجات الخالية من التدخين، مثل أستراليا وسنغافورة وتركيا وغيرها، انخفضت معدلات التدخين بوتيرة أبطأ بكثير، بل إن الوضع أسوأ في بعض الحالات - حيث زادت بدلاً من ذلك.
واستناداً إلى بيانات منظمة الصحة العالمية وأطراف مستقلة أخرى، إذا افترضنا أن المنتجات الخالية من الدخان أقل خطورة بنسبة 80% من السجائر - وإذا تحول الأشخاص الذين يدخنون حالياً إليها تماماً، على مدار حياتهم، هناك إمكانية لتقليل الوفيات الناتجة عن التدخين بعشرة أضعاف مقارنة بإجراءات مكافحة التبغ التقليدية وحدها. في حين أن هذا النوع من التقديرات الافتراضية له قيود، إلا أنه يبدأ في إظهار التأثير السلبي للتباطؤ في اتخاذ القرارات.
حان الوقت لإعطاء الأولوية للعلوم والابتكار وتبني مفهوم الحد من أضرار التبغ من خلال توفير البدائل الأفضل للمدخنين الذين لا يقلعون، لنعمل معاً على الوصول إلى عالم بلا دخان في أسرع وقت ممكن.
برعاية شركة فيليب موريس للخدمات الإدارية (الشرق الأوسط) المحدودة