اشتباكات على مشارف حماة.. المعارضة تحاول محاصرة المدينة والجيش: نفذنا ضربات نوعية

نشر
آخر تحديث
مصدر الصورة: AFP

استمع للمقال
Play

استمرت الاشتباكات المحتدمة بين الجيش السوري والمعارضة على مشارف مدينة حماة خلال الساعات الأخيرةيوم الأربعاء الرابع من ديسمبر/ كانون الأول، مع مواصلة الهجوم الخاطف الذي شنته فصائل المعارضة منذ السابع والعشرين من نوفمبر/ تشرين الثاني وحققت عبره تقدماً سريعاً خلال الأسبوع الماضي، مع الاستيلاء على مدينة حلب ومعظم الريف المحيط بها.

يأتي ذلك في ظل تحذير صدر عن مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا، جير بيدرسن، لمجلس الأمن، الثلاثاء، من أن الوضع "متقلب وخطير للغاية"، وذكر أن سوريا تواجه خطر "مزيد من الانقسام والتدهور والدمار".

الجيش ينفي أنباء دخول المعارضة لحماة

في آخر التطورات، قال مصدر عسكري في الجيش السوري إنه لا صحة للأنباء المتداولة عن دخول فصائل المعارضة إلى مدينة حماة من أي اتجاه، وأن الوضع في كامل مدينة حماة طبيعي وآمن، بحسب صفحة وزارة الدفاع السورية على فيسبوك الأربعاء.
 
وأضاف المصدر أن القوات المسلحة تتمركز في مواقع انتشارها القريبة والبعيدة عن المدينة وفي جميع الاتجاهات "وفي جهوزية تامة لصد ومواجهة أي هجوم محتمل". 
 
وعلى نفس الصفحة، قال مصدر عسكري إن الطيران الحربي السوري الروسي المشترك وقوات المدفعية والصواريخ نفذت مساء اليوم ضربات نوعية مركزة على "أماكن تحشد فصائل المعارضة ومحاور تحركهم في ريف حماة ما أدى إلى مقتل العشرات وتدمير عتادهم وآلياتهم".
 
يأتي ذلك في الوقت الذي قال فيه المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن فصائل المعارضة التفت حول حماة لإطباق الحصار على المدينة من 3 جهات، ووصلت القوات على بعد أربعة كيلومترات من الجهة الشمالية مع محاولات السيطرة عليها.

وأضاف أنه من الجهة الشمالية الغربية سيطرت فصائل المعارضة على قرية خطاب التي تبتعد ثلاثة كيلو مترات عن مدينة حماة، وومن الجهة الشرقية قطعت القوات طريق "سلمية - حماة" بعد أن سيطرت على قرية المباركات.

اشتباكات عنيفة عند جبل زين العابدين

ذكر المرصد أن فصائل المعارضة تحاول السيطرة على جبل زين العابدين الاستراتيجي، وبدأت كتائبها باقتحام تمركزات قوات الجيش السوري، بتمهيد مدفعي وصاروخي عنيف، وسط غارات جوية لقوات الجيش على المواقع التي سيطرت عليها المعارضة.

في وقت سابق من يوم الأربعاء، ذكرت وسائل إعلام رسمية والمرصد السوري أن اشتباكات عنيفة جرت للسيطرة على جبل زين العابدين، الواقع على بعد خمسة كيلومترات شمال شرقي حماة ويطل على طريق رئيسي يصل إلى المدينة.

جاء ذلك بعد أن أجبرت الغارات الجوية المكثفة وتعزيزات الجيش السوري فصائل المعارضة على التراجع خلال ليلة الثلاثاء عن مشارف مدينة حماة السورية، بحسب نقلته وكالة رويترز عن طرفي الاشتباكات يوم الأربعاء.

وقال أحد قادة قوات المعارضة في المنطقة، الملقب بأبي القعقاع، لرويترز: "أجبرنا على التراجع تحت قصف جوي عنيف من العدو". وذكر مصدر آخر من قوات المعارضة أن الفشل في السيطرة على جبل زين العابدين يعتبر انتكاسة للتقدم الذي أحرزته المعارضة نحو حماة.

وقالت مصادر من المعارضة والجيش إن جماعات مسلحة مدعومة من إيران ساعدت في تعزيز القوات الحكومية على خطوط المواجهة في حماة حيث أعادت وحدات الجيش تنظيم صفوفها بعد خسارتها حلب. وذكرت وسائل إعلام رسمية سورية أن تعزيزات وصلت إلى قوات الجيش في المدينة الثلاثاء.

الجيش: إسقاط 300 قتيل من المعارضة وتدمير أكثر من 25 طائرة مسيرة

بحسب صفحة وزارة الدفاع السورية على فيسبوك، قال مصدر عسكري في وقت سابق من يوم الأربعاء، إن وحدات من قوات الجيش المنتشرة على طول محاور الاشتباك في ريف حماة الشمالي "تخوض منذ الصباح معارك ضارية" في مواجهة فصائل المعارضة، وتستهدف تجمعاتها في العمق وأرتالها على جميع محاور التحرك "عبر نيران المدفعية والصواريخ والطيران الحربي السوري الروسي المشترك".

وأضاف أن قوات الجيش أوقعت في صفوف المعارضة "ما لا يقل عن 300 قتيل بينهم جنسيات أجنبية، بالإضافة إلى إسقاط وتدمير أكثر من خمس وعشرين طائرة مسيرة".

وبحسب ما نقلته رويترز عن سكان، دخل مقاتلون عراقيون مدعومون من إيران إلى سوريا من أجل دعم الحكومية السورية تزامناً مع بدئها حملة جديدة للتجنيد وإقامة نقاط تفتيش في دمشق ودير الزور بشرق البلاد من أجل تسجيل الشباب المطلوبين للخدمة.

اقرأ أيضاً: حملة نزوح من حماة السورية مع احتدام الاشتباكات.. وجلسة في مجلس الأمن

كما كثفت القوات السورية والروسية القصف على الجيب الخاضع لقوات المعارضة في الشمال الغربي السوري في الأيام الماضية، وذكر سكان وعمال إنقاذ أن الضربات الجوية "استهدفت المناطق السكنية والمراكز الطبية في مدينتي حلب وإدلب"، بحسب وكالة رويترز.

وقالت الحكومة السورية في وقت سابق إنها لا تستهدف المدنيين وإن الاتهامات الموجهة لقواتها تأتي ضمن المحاولات التي تهدف إلى تقويض البلاد.

وذكر شخصان في شمال غرب سوريا أن الضربات الجوية المكثفة أجبرت عائلات على مغادرة منازلها مجدداً بعد أن كانت قد عادت إليها في مناطق استعادت فصائل المعارضة السيطرة عليها بعد الفرار في وقت سابق من الصراع بسبب تقدم الجيش السوري.

اقرأ أيضاً: تجدد الاشتباكات يُعمق الوضع الاقتصادي المتردي في سوريا.. ما الذي تكشفه الأرقام؟

روسيا: المعارضة تتلقى دعماً من أوكرانيا.. والأخيرة ترد

أعلنت روسيا، يوم الأربعاء، "دعمها بقوة لإجراءات القيادة السورية" لمواجهة هجوم ينفذه من وصفتهم بأنهم "جماعات إرهابية تتلقى دعماً من الخارج يتضمن طائرات مسيرة وتدريباً".

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، للصحفيين: "نندد بشدة بهذا الهجوم... ولا شك أنهم ما كانوا ليجرؤوا على ارتكاب مثل هذا العمل المتهور دون تحريض ودعم شامل من قوى خارجية تسعى إلى إثارة جولة جديدة من المواجهة المسلحة في سوريا، وإطلاق العنان لدوامة العنف".

وأضافت: "نعبر عن تضامننا مع القيادة السورية. وندعم بقوة جهود السلطات السورية لمكافحة الجماعات الإرهابية واستعادة النظام الدستوري".

اقرأ أيضاً: حلب تحت النار.. عاصمة الثقافة والتاريخ وسط الدمار

وذكرت زاخاروفا أن فصائل المعارضة حصلت على طائرات مسيرة من أوكرانيا وتم تدريبها على طريقة تشغيلها، وأن هناك مقاتلين من دول سابقة في الاتحاد السوفيتي ضمن صفوفها. لكنها لم تقدم دليلاً على ذلك.

من جانبها، رفضت وزارة الخارجية الأوكرانية تلك الاتهامات "بشكل قاطع". وقالت خلال بيان على تطبيق تيليغرام، إن "أوكرانيا ملتزمة بالقانون الدولي دون قيد أو شرط، وإن روسيا وإيران مسؤولتان عن تدهور الوضع الأمني بسوريا".

تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي

الأكثر تداولاً

    أخبار ذات صلة

    الأكثر قراءة

    الأكثر تداولاً

      الأكثر قراءة