لم يستبعد المستشار الألماني فريدريش ميرتس، الجمعة، اقتراض الاتحاد الأوروبي للإنفاق على الدفاع، لكنه قال إن ذلك يتعين أن يكون لظروف استثنائية، معبراً عن قلقه من ارتفاع الدين العالمي.
وقال ميرتس في زيارته لبروكسل للمرة الأولى بعد توليه مستشارية ألمانيا إنه الآن أكثر تفاؤلاً إزاء مستقبل حلف شمال الأطلسي مما كان عليه في فبراير / شباط حين شكك في مدى صمود الحلف بحالته الراهنة.
اقرأ أ يضاً: المستشار الألماني الجديد يتفق مع ترامب على أهمية تسوية الخلافات التجارية على وجه السرعة
وأضاف المستشار الألماني ان إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب أدركت الآن أن الأوروبيين يتحملون مسؤولية أكبر عن أمنهم. وكانت واشنطن حذرت حلفاءها الأوروبيين من أنها لن تحميهم إذا لم ينفقوا ما يكفي على الدفاع.
وأضاف ميرتس للصحفيين في مقر حلف شمال الأطلسي "لا غنى عن أميركا لأمن أوروبا، اليوم ولفترة طويلة مقبلة... أنا ممتن جداً اليوم لأنني أستطيع أن أتوصل إلى تقييم أكثر تفاؤلاً لمستقبل الحلف".
واستشعر كثير من الزعماء الأوروبيين ضرورة زيادة الإنفاق الدفاعي وتعهدوا ببذل جهود أكبر بعد الحرب التي تخوضها روسيا في أوكرانيا وعداوة موسكو لدول أوروبية أخرى والخوف من احتمال تقاعس الولايات المتحدة عن التحرك لنجدة أعضاء الحلف.
اقرأ أيضاً: الاتحاد الأوروبي يبحث إنشاء صندوق دفاع لتهدئة مخاوف ديون العتاد العسكري
ودفع ذلك حكومات أوروبية كثيرة إلى تأييد الاقتراض المشترك للاتحاد الأوروبي لتمويل إنفاق دفاعي كبير.
لكن ألمانيا المتحفظة مالياً، وهي أكبر اقتصاد في الاتحاد الأوروبي، دأبت على رفض الاقتراض المشترك، باستثناء ما حدث في أثناء جائحة كوفيد-19 حين اُستخدم التمويل في مشروعات التعافي.
تحد كبير
قال ميرتس الذي تولى منصبه يوم الثلاثاء في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، إنه لا يريد استباق المحادثات بين حكومته والاتحاد الأوروبي بخصوص خيارات التمويل المختلفة.
وحين سُئل عن الاقتراض المشترك، قال إن المبدأ الاسترشادي يتعين أن يظل عدم استدانة الاتحاد الأوروبي إلا في الظروف الاستثنائية، دون أن يوضح ما إذا كان يعتقد أن الوضع الحالي يصنف على هذا النحو.
وقال ميرتس "مررنا بالوضع الاستثنائي في جائحة فيروس كورونا، والآن نواجه تحدياً كبيراً جديداً وهو إنشاء أو إعادة إنشاء قدرة الاتحاد الأوروبي الدفاعية".
وعبر ميرتس اليوم الجمعة عن قلقه "من الارتفاع المستمر في ديون الدول حول العالم، ليس فقط في أوروبا، ولكن أيضاً في الولايات المتحدة على سبيل المثال".
ويزيد الدين الألماني قليلاً عن 60% من الناتج المحلي الإجمالي، أي نصف مستوى الدين الأميركي ويمثل ثلثي المتوسط في منطقة اليورو.
تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي