🔴 🛢️ مدير مركز الطاقة العالمي في المجلس الأطلسي، لاندون ديرينتز، لـ CNBC عربية:
◾ قد تتردد أصداء الضربات الإسرائيلية على إيران في أسواق الطاقة لكن هذه الهزات "أقل حدة مما قد توحي به المخاطر"
◾ ما لم يتصاعد الصراع أكثر أو يُعطل قنوات الإمداد الرئيسية فمن غير المرجح أن تتغير توقعات الطلب الحالية بشكل ملموس
◾ التركيز منصبّ حتى الآن على تقويض لوجستيات الوقود المحلية لإيران بدلاً من صادراتها
🔴 🛢️ محلل أسواق السلع لدى UBS Global جيوفاني ستونوفو لـ CNBC عربية:
◾ الأسواق أضافت علاوة مخاطرة لاحتساب أي انقطاعات محتملة في الإمدادات
◾ في حال عدم حدوث أي انقطاعات تميل علاوة المخاطرة إلى التلاشي
خاص- CNBC عربية- محمد خالد
تعود أسواق الطاقة العالمية إلى حالة من القلق والترقب، وذلك مع تصاعد التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، لا سيما بعد الضربات الإسرائيلية التي استهدفت منشآت نووية إيرانية بدءاً من الساعات الأولى من يوم الجمعة 13 يونيو/ حزيران، والرد الانتقامي الإيراني.
وبينما تتزايد المخاوف من انزلاق المنطقة إلى مواجهات أوسع، يُطرح السؤال مجدداً حول مدى قدرة سوق النفط على امتصاص الصدمات ومواصلة التوازن وسط هذه الاضطرابات.
تُظهر التجارب السابقة أن التوترات في مناطق حيوية لإنتاج وتصدير الطاقة تُعد من أكبر مصادر تقلبات الأسعار، خصوصاً إذا اقترنت بتهديدات مباشرة لممرات الشحن أو منشآت الإنتاج. ومع ذلك، يبدو أن المشهد الراهن يختبر بنية سوق الطاقة العالمية التي ربما أصبحت أكثر مرونة بفضل توسع قدرات الإنتاج، ووجود طاقة فائضة لدى كبار المنتجين، وتفعيل آليات التدخل السريع عبر المخزونات الاستراتيجية.
اقرأ أيضاً: وزير الطاقة الأميركي: نراقب أي تداعيات محتملة للتوترات على إمدادات الطاقة العالمية
وعلى هذا الأساس، يمكن قراءة التطورات الأخيرة من زاوية مزدوجة: خطر حقيقي يهدد الاستقرار، يقابله استعداد نسبي من السوق العالمية للتعامل مع الصدمات، وهو ما يتجلى في رد الفعل المحدود لأسعار النفط رغم جسامة الأحداث.
في هذا السياق، يقول المدير الأول ورئيس قسم مورنينغستار لأمن الطاقة العالمي في مركز الطاقة العالمي التابع للمجلس الأطلسي، لاندون ديرينتز لـ CNBC عربية: "قد تتردد أصداء الضربة الإسرائيلية على البنية التحتية النووية الإيرانية في أسواق الطاقة العالمية، إلا أن هذه الهزات أقل حدة مما قد توحي به المخاطر".
ويضيف: "ارتفع خام برنت بأكثر من 10%، إلا أنه لا يزال دون 80 دولاراً للبرميل - وهو مستوى بعيد كل البعد عن منطقة الأزمة- وما لم يتصاعد الصراع أكثر أو يُعطل قنوات الإمداد الرئيسية، فمن غير المرجح أن تتغير توقعات الطلب الحالية بشكل ملموس".
وكان رئيس شركة Lipow Oil Associates الأميركية، آندي ليبو، قد قال لـ CNBC عربية، في وقت لاحق الأحد 15 يونيو/ حزيران إنه "إذا تأثرت صادرات النفط عبر مضيق هرمز قد نشهد وصول سعر برميل النفط إلى مستويات الثلاثة أرقام"، منبهاً إلى أن فقدان النفط الإيراني في السوق قد يؤدي إلى رفع الأسعار بما يصل بـ 7.50 دولاراً إضافية للبرميل. كما ذكر أن أسعار النفط المرتفعة ستؤدي إلى تأجيج التضخم في وقتٍ لا يزال فيه الاقتصاد العالمي يحاول استيعاب تأثير سياسة الرئيس ترامب للرسوم الجمركية.
لمزيد من التفاصيل: "إلى أين تتجه أسعار النفط؟".. رئيس Lipow Oil يرصد لـ CNBC عربية أبرز السيناريوهات المتوقعة
وعن السيناريوهات المحتملة إذا اتسع نطاق الصراع أو أثر على شبكات الإمداد الرئيسية، يقول ديرينتز: "قد ترتفع أسعار النفط بسرعة.. يُظهر التاريخ أن حتى التهديدات المُتصوَّرة - كما حدث خلال (الربيع العربي) - يمكن أن تُؤدي إلى تقلبات كبيرة".
ومع ذلك، يبدو أن التركيز منصبّ حتى الآن على تقويض لوجستيات الوقود المحلية لإيران بدلاً من صادراتها، مما يُساعد في الحد من تأثيرات السوق العالمية، بحسب المدير الأول ورئيس قسم مورنينغستار لأمن الطاقة العالمي في مركز الطاقة العالمي التابع للمجلس الأطلسي.
اقرأ أيضاً: إسرائيل تستهدف أهم حقل غاز في إيران.. ما هي الأهمية الاستراتيجية لحقل بارس الجنوبي؟
ويتابع: "يعكس رد فعل السوق الخافت نظام طاقة أكثر مرونةً نتج عن سنوات من التخطيط.. وقد خلقت الطاقة الاحتياطية العالمية - وخاصةً من المملكة العربية السعودية - إلى جانب توسع الإنتاج الأميركي والاحتياطيات الاستراتيجية، حاجزًا واقيًا من صدمات العرض".
النشاط الاقتصادي
وفي حديثه مع CNBC عربية، يشير محلل أسواق السلع لدى UBS Global لإدارة الثروات جيوفاني ستونوفو، إلى أن نمو الطلب على النفط يتأثر بالنشاط الاقتصادي، لذا تُشكّل التوترات التجارية الحالية عائقاً.
ويضيف: "قد يكون لارتفاع الأسعار تأثير سلبي أيضاً، لكن مخاوف العرض قد تُحفّز عمليات تخزين، حيث يملأ الأفراد خزاناتهم لتجنب أي نقص". في الوقت الحالي، لا يوجد نقص في النفط، ويستمر تدفقه بشكل طبيعي حول العالم. وقد أضافت الأسواق علاوة مخاطرة، لاحتساب أي انقطاعات محتملة في الإمدادات. وفي حال عدم حدوث أي انقطاعات، تميل علاوة المخاطرة إلى التلاشي.
خيط رفيع
وتسير أسواق الطاقة فوق خيط رفيع يفصل بين الاستقرار الهش والانفجار المحتمل، إذ تلعب التطورات الجيوسياسية دوراً محورياً في رسم ملامح المرحلة المقبلة. فرغم مرونة السوق الظاهرة، تبقى أعصاب المستثمرين مشدودة، والأسعار على أهبة الاستجابة لأي تصعيد مفاجئ، خصوصاً إذا طال المضائق الحيوية أو صادرات كبار المنتجين.
وبينما تبقى الأنظار متجهة نحو مضيق هرمز والتطورات الميدانية بين طهران وتل أبيب، يبدو أن توازن السوق مؤقت ومعرّض للاهتزاز في أي لحظة. وبالتالي، فإن استمرار الترقب والحذر سيبقى السمة الغالبة على تعاملات الطاقة، في انتظار ما إذا كانت التحركات العسكرية ستظل تحت سقف الردود المحسوبة، أم ستفتح الباب أمام موجة جديدة من الاضطرابات في واحدة من أكثر المناطق حساسية في العالم.
تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي