"خمس حقائق صعبة" يتقبلها الأشخاص ذوو الذكاء العاطفي المرتفع مبكراً
يعتبر أهم ما يميز الأشخاص ذوو الذكاء العاطفي هو عقليتهم من خلال تقبّل بعض الحقائق الصعبة عن المشاعر، واكتشاف مفتاح اتخاذ قرارات أفضل، وعلاقات أكثر صحة، وقوة ذهنية أكبر.
وبينما يحدث أحياناً أن يتم توريث أو نشر بعض المفاهيم الخاطئة عن المشاعر منذ الصغر، وذلك على يد المسؤولين عن التربية، وبحسن نية، فإن الأذكياء عاطفياً استطاعوا تجاوز وتقبل خطأ الكثير من تلك المفاهيم رغم قسوة حقيقتها أحياناً، مما ساعدهم في نضج عقلي أكبر مقارنة بالآخرين.
بحسب ما قالته المعالجة النفسية، والأخصائية الاجتماعية، والمعلمة في جامعة نورث إيسترن الأميركية، آمي مورين في تقرير لشبكة CNBC، فإن هناك "خمس حقائق قاسية" يتقبلها الأشخاص ذوو الذكاء العاطفي مبكراً، والتي تتمثل في:
1- عواطفك لا تتحكم بك بل العكس
غالباً ما تُوصف مشاعر كالغضب والحزن والقلق بأنها سلبية. لكن جميعها قد تكون مفيدة أو ضارة. المهم هو كيفية استجابتك لها. على سبيل المثال، قد يمنحك الغضب الشجاعة للدفاع عن شيء ما، وقد يساعدك الحزن على استعادة ما فقدته.
ويعتقد الأشخاص الأذكياء عاطفياً أنهم قادرون على تنظيم عواطفهم والتعبير عنها وتغييرها حسب الحاجة.
وتنصح مورين من يريد تقبل هذه "الحقيقة" بأن يتدرب على مهارات التأقلم التي تُنظّم المشاعر. "على سبيل المثال، تمشَّ قليلاً عندما تشعر بالقلق، أو خطط للقاء أصدقاء عندما تشعر بالحزن. هذه الاستراتيجيات تُساعدك على استعادة السيطرة على مشاعرك، بل وحتى استخدامها لمصلحتك".
اقرأ أيضاً: اعتذار الرؤساء التنفيذيين والمدراء شجاعة أم ضعف؟ هذا ما يقوله خبراء
2- تنظيم المشاعر لا يعني إيقافها تماماً
تقول آمي مورين إن التنظيم العاطفي الصحي يعني السماح لنفسك بتجربة المشاعر المفيدة والتخفيف من المشاعر غير المفيدة أو تحويلها.
وأضافت: "فكر في الأمر كما لو كنت تقوم بضبط منظم الحرارة - فأنت لا تقوم بإيقاف التدفئة تماماً، بل فقط تحافظ عليها عند مستوى مريح".
وتنصح مورين باتخاذ خطوات بتخفيف القلق عندما يكون شديدًا لدرجة الصعوبة في إجراء محادثة. "أو عندما يكون غضبك شديداً لدرجة أنك قد تقول شيئاً تندم عليه لاحقاً، فخفف من حدته بأخذ استراحة من محادثة متوترة".
بمعنى آخر، استمع إلى ما قد تشير إليه المشاعر، لكن اتخذ قراراً واعياً بشأن كيفية التعامل مع هذا الإحساس.
3- الآخرون ليسوا السبب في شعورك بشيء ما
من المغري لوم شخص ما على إغضابك أو شعورك بالسوء تجاه نفسك. لكن الحقيقة هي أنك أنت المتحكم في مشاعرك. مشاعرك تنبع من إدراكك للموقف، لا من أقوال أو أفعال أي شخص آخر، بحسب المعالجة النفسية الأميركية.
على سبيل المثال، إذا انتقد شخص ما عملك ، فقد تشعر بالغضب أو الأذى - ولكن هذه المشاعر تأتي من كيفية تفسير كلماتهم، وليس من الكلمات نفسها.
وتسدي مورين نصيحة لمن يلوم على غيره في الإحساس ببعض المشاعر بأن يغيّر من أسلوبه ليتحمل مسؤولية مشاعره وردود أفعاله. "بدلاَ من قول 'أنت تُغضبني'، حاول أن تقول 'أشعر بالغضب مما فعلت'. يساعدك هذا التغيير في صياغة مشاعرك على التحكم بها، لتتمكن من اختيار الخطوة التالية".
اقرأ أيضاً: وجه آخر يظهر مع حقيبة السفر: كيف تتغير شخصياتنا في الإجازات؟
4- التنفيس لن يساعدك على الشعور بالتحسن
تقول مورين: "سمعنا جميعاً قولاً مأثوراً: 'لا تكبت ما بداخلك. عليك أن تُخرج كل ما بداخلك'. لكننا لسنا أشبه بأوانٍ مضغوطة تحتاج إلى التنفيس عن غضبها".
بل إن التنفيس عن مشاعرك - سواءً عبر الإنترنت أو وجهاً لوجه - قد يُفاقم من توترها، بحسب مورين. تُظهر الأبحاث أنه عندما تتحدث عن كل ما يُزعجك، فمن المرجح أن تتسبب في تضخّم مشاعرك المشحونة، لا أن تُخفّفها.
وبينما قد يكون من المفيد التحدث عن المشاعر، فإن الشكوى من سلوك الآخرين قد تبقيك على نفس وضعك.
وتقدم مورين نصيحة تقول: "بدلاً من تكرار أسباب إحباطك، تحدّث عن حلول واستراتيجيات للمضي قدماً. دوّن ذلك في دفتر يوميات أو فكّر في خطوات عملية لمعالجة المشكلة.
اقرأ أيضاً: هل فقدت الشهادات الجامعية بريقها في سوق العمل؟
5- أنت أقوى من مشاعرك غير المريحة
يتجنب الكثيرون المواقف التي تثير القلق أو الحزن أو الإحراج لشكهم في قدرتهم على التعامل مع هذه المشاعر. ورغم أن المشاعر غير المريحة قد تكون مؤلمة، فإن محاولتنا لتجنبها هي ما يسبب المعاناة.
وتنصح آمي مورين قائلة: "اسمح لنفسك بتجربة الانزعاج بمواجهة مخاوفك، وتحمّل حزنك، واختبار قلقك. المشاعر كالأمواج، تبلغ ذروتها ثم تهدأ. ويخفّ الانزعاج مع مرور الوقت. والأهم من ذلك، ستبني ثقتك في قدرتك على التعامل مع هذه المشاعر الصعبة".
وأضافت أن "الخروج من منطقة راحتك العاطفية مفتاح النمو. في كل مرة تتدرب فيها على تحمل الانزعاج، تتاح لك فرصة لصقل مهاراتك واكتساب ذكائك العاطفي".
تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي
أخبار ذات صلة
الأكثر قراءة
