تحدث رئيس روسيا فلاديمير بوتين، يوم الخميس 13 أغسطس/ آب، قبيل قمة ألاسكا مع رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب عن احتمالية إبرام بلديهما اتفاقاً جديداً يتعلق بالأسلحة النووية ضمن جهود أوسع نطاقاً من أجل تعزيز عملية السلام.
وقال بوتين، خلال لقاء مع كبار القادة في روسيا، إنه سيتم خلق ظروف أفضل للسلام بين روسيا وأوروبا والعالم ككل إذا تم التوصل بعد الانتهاء من حل الأزمة الأوكرانية إلى اتفاقات بشأن الحد من الأسلحة الهجومية الاستراتيجية.
لماذا تحدث بوتين عن الأسلحة النووية قبل قمة ألاسكا؟
يتعرض الرئيس الروسي لضغوط من نظيره الأميركي من أجل الموافقة على وقف الحرب المندلعة منذ فبراير/ شباط 2022 بين موسكو وكييف، وهو موضوع تقول روسيا إنه يتشكل من مجموعة من الأمور الأمنية المعقدة التي رفعت التوترات بين الشرق والغرب إلى أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة، بحسب تقرير لوكالة رويترز.
ومع تقدم الجيش الروسي بشكل تدريجي في أوكرانيا، يرفض الرئيس الروسي الدعوات الأوكرانية لوقف إطلاق النار بشكل تام وفوري.
ولكن في حالة إحراز تقدم خلال قمة ألاسكا فيما يتعلق بالتوصل إلى اتفاق جديد من أجل الحد من الأسلحة، فقد يجعل ذلك الرئيس الروسي يستطيع القول إنه منخرط في قضايا السلام الأوسع نطاقاً من القضية الأوكرانية فقط.
اقرأ أيضاً: ترامب يتحدث عن اجتماع محتمل "أكثر أهمية" من قمة ألاسكا
وربما يوفر ذلك دعماً لبوتين في إقناع الرئيس الأميركي بأن المرحلة الحالية غير مناسبة لفرض عقوبات جديدة، وذلك بعد تهديدات أميركية بفرضها على موسكو ومستوردي النفط الروسي.
وربما يكون ذلك جزءا من مساعٍ أكبر بغرض تحسين العلاقات الروسية الأميركية، خاصة فيما يتعلق بالتعاون التجاري والاقتصادي.
أسباب تكرار بوتين حديثه عن الترسانة النووية
منذ انطلاق الحرب في أوكرانيا، يطلق الرئيس الروسي تهديدات مستترة بشأن استعمال الصواريخ النووية، ومكرراً تحذيراته من أن الدخول في مواجهة مباشرة مع بلاده قد يؤدي إلى اندلاع حرب عالمية ثالثة.
وتنوعت التهديدات الروسية ما بين تصريحات شفهية، وتدريبات عسكرية، وخفض معايير أو مستويات التهديدات التي قد تستخدم موسكو في مواجهتها الأسلحة النووية.
اقرأ أيضاً: الكرملين: من الخطأ التنبؤ بنتيجة قمة ألاسكا بين بوتين وترامب
وتوفر الترسانة النووية الروسية التي تعد أكبر من نظيراتها للدول النووية الأخرى لموسكو دعماً في هذا النطاق، بشكل أكبر مما يتعلق بالقدرات العسكرية أو الاقتصادية التقليدية الأخرى، وهو ما يتيح بأن يصبح الرئيس الروسي نداً لنظيره الأميركي فيما يخص هذا الشأن.
وبحسب تقديرات لاتحاد العلماء الأميركيين، تصل المخزونات العسكرية النووية لموسكو إلى 4309 رؤوس نووية، بينما تصل المخزونات الأميركية إلى 3700 رأس نووي، ثم تحتل الصين المركز الثالث بفارق كبير عنهما مع امتلاكها نحو 600 رأس نووي.
أبرز ما تتضمنه المعاهدة النووية الحالية بين واشنطن وموسكو
وقع الرئيس الأسبق للولايات المتحدة باراك أوباما والرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف في عام 2010 معاهدة "نيو ستارت" التي تتضمن تحديد عدد الرؤوس النووية الاستراتيجية التي تستطيع الدولتان نشرها.
ويتضمن هذا العدد المسموح به لكل من البلدين ما لا يتجاوز 1550 رأساً نووياً، وبحد أقصى 700 من الصواريخ بعيدة المدى وقاذفات القنابل.
اقرأ أيضاً: رويترز: روسيا تستعد لاختبار صاروخ جديد قبل قمة ألاسكا بين بوتين وترامب
وفسرت المعاهدة الأسلحة الاستراتيجية بأنها التي صممها كل طرف لضرب مراكز القوة العسكرية والاقتصادية والسياسية للعدو.
وفي العام التالي بدأ تطبيق المعاهدة ثم تم تمديدها في عام 2021 لخمسة أعوام أخرى بعد تولي جو بايدن منصب رئيس الولايات المتحدة. وفي العام قبل الماضي علق الرئيس الروسي مشاركة بلاده في المعاهدة، لكن الحكومة الروسية أكدت مواصلة الالتزام بالحدود المرتبطة بالرؤوس الحربية.
وبحسب الاتفاق، من المقرر انتهاء سريان تلك المعاهدة في الخامس من شهر فبراير/ شباط 2026. وبالتالي ومع بقاء ستة أشهر فقط على انتهائها من المهم أن يبدأ الطرفان بحث الاتفاق على معاهدة جديدة أو تمديد تلك المعاهدة، خاصة في ظل توقعات لمحللين أمنيين بخرق الطرفين للحدود المتفق عليها في حالة عدم تمديد المعاهدة أو وجود بديل لها.
أبرز نقاط الخلاف النووية
يظهر في الآفاق سباق تسلح يرتبط بالصواريخ قصيرة المدى ومتوسطة المدى التي تستطيع حمل رؤوس نووية.
وأخرج الرئيس الأميركي خلال فترته الرئاسية الأولى بلاده من معاهدة تتعلق بوقف استعمال كل الأسلحة الأرضية من هذه الفئة، وذلك خلال عام 2019. في حين نفت روسيا اتهامات ترامب لها بالخداع في هذا الشأن.
اقرأ أيضاً: قمة ألاسكا.. اختبار لصلابة التحالف الغربي أمام الضغط الروسي
وتعمل أميركا على نشر أسلحة في ألمانيا بدءاً من العام المقبل تتضمن صواريخ "إس.إم-6"، وصواريخ "توماهوك" التي كانت توضع على السفن في الأساس في أوقات سابقة، إلى جانب نشر صواريخ جديدة فرط صوتية.
في المقابل، أعلنت موسكو خلال الشهر الجاري أنها أصبحت غير ملتزمة بأي قيود على المواقع التي قد تقوم فيها بنشر صواريخ متوسطة المدى.
أيضاً في أحد أعراض التوترات الرئيسية، ذكر الرئيس الأميركي، في أغسطس/ آب، أنه أمر غواصتين نوويتين بالتحرك قرب روسيا بعد تصريحات من ميدفيديف، الذي يشغل حالياً نائب رئيس مجلس الأمن في الاتحاد الروسي، وصفها ترامب بالتهديدية، بشأن إمكانية اندلاع حرب مع الولايات المتحدة.
في المقابل قلل الكرملين من أهمية هذا الإجراء الأميركي، لكنه قال: "يجب على الجميع أن يتوخوا الحذر الشديد" في الخطاب النووي.
تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي