في خطوة مثيرة للجدل، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب في رسالة بعث بها الخميس إلى مجلس النواب الجمهوري مايك جونسون أنه لن ينفق 4.9 مليار دولار من المساعدات الخارجية التي سبق أن أقرها الكونغرس، ما يعني عملياً تقليص الميزانية دون المرور عبر السلطة التشريعية.
ونشرت الرسالة، يوم الجمعة على حساب مكتب الإدارة والميزانية التابع للبيت الأبيض عبر منصة "إكس"، وذكرت وكالة رويترز أن خطوة ترامب تستند إلى أداة قانونية نادرة الاستخدام تعرف بـ "الإلغاء الجيبي"، وهي آلية لم تفعل منذ نحو نصف قرن.
شاهد أيضاً: ضغوط ترامب على الفدرالي تعيد الجدل حول التدخل السياسي في قرارات الفائدة!
وبموجب هذه الآلية، يقدم الرئيس طلباً إلى الكونغرس لعدم إنفاق أموال سبق إقرارها مع اقتراب نهاية السنة المالية، ما يمنع المشرعين من البت في الطلب خلال المهلة المحددة البالغة 45 يوما، فتظل الأموال غير منفقة بحكم الأمر الواقع.
وتنتهي السنة المالية الأميركية في 30 سبتمبر.
وحذر الديمقراطيون أخيراً من أن أي نية للتراجع عن تمويل سبق أن وافق عليه الكونغرس، من شأنها تقويض احتمال التفاوض معهم لتجنب الشلل المالي بعد 30 سبتمبر.
إذا اعتمد البيت الأبيض هذا الإجراء بشكل معياري، فقد يتمكن الرئيس فعلياً من تجاوز الكونغرس في قرارات إنفاق رئيسية، مما قد يربك جهود مجلسي النواب والشيوخ للحفاظ على تمويل الحكومة عندما يبدأ العام المالي الجديد في أكتوبر.
اقرأ أيضاً: هل سيتم خفض الإنفاق الحكومي الفيدرالي في عام 2025؟
استخدام "الاقتطاع بالجيب" يتماشى مع نمط أوسع من قبل إدارة ترامب لفرض سيطرة أكبر على الحكومة الأميركية، مقلصاً سلطة الكونغرس ووكالات مثل الاحتياطي الفيدرالي ومراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، من بين أخرى.
وقد قامت الإدارة بالفعل بطرد موظفين اتحاديين وفرضت زيادة تاريخية في الرسوم الجمركية دون المرور عبر الكونغرس، مما وضع العبء على السلطة القضائية لتحديد حدود سلطة الرئيس.
ويرى مراقبون أن اعتماد البيت الأبيض لهذه الأداة بشكل متكرر قد يشكل سابقة دستورية تمكن السلطة التنفيذية من تجاوز الكونغرس في القرارات المالية الكبرى، وانتزاع جزء من صلاحيات الإنفاق التي يخولها الدستور لمجلسي النواب والشيوخ.
تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي