حذّر رئيس الفدرالي في شيكاغو، أوستان غولسبي، يوم الثلاثاء من التسرّع في خفض معدلات الفائدة فيما يواجه الاقتصاد الأميركي تباطؤاً في النمو وضعفاً في سوق العمل.
ورغم أنه صوّت الأسبوع الماضي مع بقية أعضاء لجنة السوق المفتوحة الفدرالية، لصالح خفض معدل الاقتراض الرئيسي للبنك المركزي، أكد في مقابلة مع CNBC أن أي خطوات لاحقة ستعتمد على تطورات الأداء الاقتصادي.
وقال في برنامج «Squawk Box»: «لا بأس لديّ بالتحرّك نحو وضع أفضل، وأعتقد أنه في نهاية المطاف يمكن أن تنخفض معدلات الفائدة تدريجياً وبشكل ملموس إذا تخلّصنا من غبار الركود التضخمي. لكن بما أن التضخم ظلّ أعلى من المستوى المستهدف على مدى أربع سنوات ونصف متواصلة، وهو في ارتفاع، فعلينا أن نكون أكثر حذراً من المبالغة في التيسير منذ البداية».
وكانت اللجنة قد صوتت بنسبة 11 مقابل 1 لخفض معدل الأموال الفدرالية إلى نطاق بين 4% و4.25%، في أول خطوة تيسير هذا العام. ويعرب الأعضاء عن قلقهم من تأثير الرسوم الجمركية على الأسعار. ورغم أن التضخم بقي فوق هدف الفدرالي البالغ 2%، إلا أن وتيرة ارتفاع الأسعار تسارعت بشكل طفيف فقط منذ دخول الرسوم حيّز التنفيذ في أبريل نيسان.
اقرأ أيضاً: محافظ الفدرالي الأميركي ستيفن ميران يحث على خفض أسعار الفائدة الرئيسية
ويتركز جزء كبير من حسابات الفدرالي على تحديد ما يُعرف بـ«المعدل الحيادي»، أي المستوى الذي لا يحرّك النمو ولا يقيّده. وتُظهر التوقعات الصادرة بعد الاجتماع أن اللجنة ترى أن المستوى الحيادي يتماشى مع معدل أموال فدرالية عند نحو 3.1%، وهو المستوى الذي قال غولسبي إنه يشعر بالارتياح تجاهه.
ويعني ذلك ضمناً خفض المعدل المرجعي بنقطة مئوية إضافية، وهو ما أشار إليه «المخطط النقطي» للجنة بأنه سيتحقق من خلال خفضين إضافيين هذا العام، يعقبهما خفض واحد في كل من العامين التاليين.
وأضاف غولسبي: «أعتقد أن المعدل الحيادي للفائدة أدنى من مستوانا الحالي. إذا كنا على مسار لإعادة التضخم إلى المستوى الذي يفترض أن يكون عنده، والذي التزمنا بإيصاله إليه، فأعتقد أن معدلات الفائدة يمكن أن تنخفض بعض الشيء».
وأوضح أن بيانات التضخم ستكون موضع متابعة دقيقة، لكن سوق العمل أيضاً لا يقلّ أهمية. فقد أظهرت الاتجاهات الأخيرة تباطؤاً ملحوظاً في التوظيف، رغم أن معدل البطالة البالغ 4.3% يبقى منخفضاً مقارنة بالمستويات التاريخية.
اقرأ أيضاً: سوق العمل في بريطانيا يواصل التباطؤ وسط تراجع نمو الأجور وارتفاع حالات التسريح
وكشف بنك الفدرالي في شيكاغو يوم الثلاثاء عن أداة جديدة لمراقبة سوق العمل، تشمل توقعات لمعدل البطالة ومجموعة من الإحصاءات اللحظية. وتشير بيانات المنطقة إلى أن معدل البطالة في سبتمبر أيلول سيبقى من دون تغيير.
وبيّن غولسبي أن التقارير ستُستمد من 11 مجموعة بيانات مختلفة، لتوليد تقديرات لمعدل البطالة إلى جانب توقعات بعمليات التسريح وغيرها من حالات الانفصال عن العمل، فضلاً عن معدلات توظيف العاطلين. وقال إن البيانات حتى الآن تُظهر «قدراً كبيراً من الاستقرار» في سوق العمل.
تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي