محافظ الفدرالي ستيفن ميران يدعو لتخفيضات حادة في أسعار الفائدة

نشر
آخر تحديث
ستيفن ميران/ AFP

استمع للمقال
Play

جدد محافظ الاحتياطي الفدرالي، ستيفن ميران، في خطاب وزع في وقت متأخر يوم الجمعة دعوته إلى خفض أسعار الفائدة بوتيرة حازمة، مجادلاً بأن التغييرات الهيكلية الأخيرة في الاقتصاد الأميركي، وخاصةً التحولات المرتبطة بالهجرة، تستدعي سياسة نقدية أكثر مرونة. 

وفي الوقت نفسه، قلل ميران من أهمية تنامي الانقسام داخل البنك المركزي، مؤكداً أن نهجه ليس جذرياً مقارنةً بنظرائه كما يعتقد الكثيرون.


اقرأ أيضاً: بسبب التضخم.. رئيس الفدرالي الأميركي في أتلانتا: لا حاجة إلى خفض للفائدة هذا العام


وبينما أقرّ بأن مستويات أسعار الفائدة الحالية لم تُفضِ إلى أزمة فورية بعد، حذّر من أن الإبقاء عليها مرتفعة لفترة طويلة قد يُلحق ضرراً كبيراً بالاقتصاد.

وأشار ميران، أحدث محافظ في الاحتياطي الفيدرالي وشخصية تربطها علاقات مباشرة بإدارة ترامب، إلى اعتقاده بأن ما يُسمى بسعر الفائدة المحايد قد انخفض - ويعود ذلك أساساً إلى التحولات الديموغرافية المتعلقة بالهجرة. وجادل بأن هذا يجعل السياسة الحالية مُقيّدة للغاية وقد تُضرّ بالنمو المستقبلي.

جاء ذلك في ظلّ فراغٍ في البيانات ناجمٍ عن إغلاقٍ حكومي مؤقت، أدّى إلى تأخيرٍ في إصدار أحدث تقرير عن التوظيف، وذلك بسبب التعليقات المُعلّقة عليه. ومع ذلك، لم يُبدِ ميران قلقاً يُذكر بشأن هذا التأخير، مُشيراً إلى أن لدى الاحتياطي الفيدراليّ الوقت الكافي لتقييم الأوضاع قبل اجتماعه المُقبل للسياسات في أواخر أكتوبر.

خلال الشهر الماضي، كان ميران المُعارض الوحيد المؤيد لخفض سعر الفائدة بمقدار نصف نقطة مئوية، بينما اختارت اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة FOMC خفضاً بمقدار ربع نقطة مئوية، ليصل سعر الفائدة القياسي إلى نطاق يتراوح بين 4% و4.25%. 

مزيد من الخفض

تُشير التوجيهات المُستقبلية للاحتياطي الفدرالي إلى احتمال إجراء المزيد من التخفيضات، حيث تُشير التوقعات إلى أن أسعار الفائدة ستتراوح بين 3.5% و3.75% بحلول نهاية العام، وأن تصل إلى 3.25% في عام 2026.

ومع ذلك، لا تزال دعوة ميران إلى تسريع تخفيضات أسعار الفائدة مُتعارضةً مع الشعور السائد بين صانعي السياسات في الاحتياطي الفيدراليّ. لا يزال العديد من رؤساء البنوك الإقليمية والمسؤولين المركزيّين مُتخوّفين من تخفيف السياسة النقدية في وقت مُبكر جداً، لا سيّما مع بقاء التضخم أعلى من مُستهدف الاحتياطي الفدرالي البالغ 2%.


اقرأ أيضاً: رئيس الفدرالي الأميركي في شيكاغو "حذر" بشأن خفض أسعار الفائدة


ويتوقع البعض ارتفاع التضخم أكثر، مشيرين إلى تأثير الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة ترامب مؤخرا.

من جانبه، أشار أوستن غولسبي، رئيس بنك الاحتياطي الفدرالي في شيكاغو، على قناة CNBC إلى أن البنك المركزي يمر بـ"موقف حرج"، حيث تُظهر البيانات الأخيرة ارتفاعاً في تضخم الخدمات حتى مع تباطؤ نمو الوظائف. وقال: "أشعر ببعض الحذر بشأن الإفراط في تخفيض أسعار الفائدة مُبكراً والاعتماد فقط على زوال التضخم".

في تصريحاته بعد الاجتماع الشهر الماضي، دعا رئيس الفدرالي الأميركي، جيروم باول،  إلى توخي الحذر. وأكد أن معظم المسؤولين لم يدعموا خفضاً بمقدار 50 نقطة أساس، مشيراً إلى أن التحركات الأكبر لا تُبرر إلا عندما تكون السياسة غير متسقة بشكل واضح - وهو أمر لا يعتقده حالياً.

ومع ذلك، هناك بعض علامات التخفيف. فقد حذرت ميشيل بومان، نائبة رئيس مجلس الإشراف، التي أيدت خفض الفائدة بمقدار ربع نقطة، منذ ذلك الحين من أن الفدرالي الأميركي يُخاطر بالتخلف عن معالجة نقاط ضعف سوق العمل.

ومع ذلك، يُصرّ ميران على أن آرائه السياسية الأوسع نطاقاً لا تختلف كثيراً عن آراء زملائه. وقال: "الفرق الوحيد هو أنني أريد الوصول إلى ذلك بشكل أسرع".

كما رفض المخاوف من أن التخفيضات الحادة في أسعار الفائدة قد تُغذي الإفراط في المخاطرة في الأسواق المالية، مُجادلاً بأن الظروف المالية ليست كلها مُيسرة. وأشار إلى أن "تمويل الإسكان، على سبيل المثال، مُقيّد نسبياً".

وحذّر ميران من افتراض أن ازدهار أسواق الأصول يعكس بالضرورة سياسة نقدية مُيسرة للغاية، مُشيراً إلى احتمال وجود عوامل عالمية أو سياسية أخرى مؤثرة.

في حين يُواجه الاحتياطي الفدرالي بيئة اقتصادية غير مُستقرة تُشكّلها حالة الجمود السياسي، وضغوط الرسوم الجمركية، وديناميكيات العمل المُتغيرة، فإن سعي ميران لتسريع الإجراءات يُضيف صوتاً استفزازياً إلى جوقة مُتحفظة. ولكن يبقى أن نرى ما إذا كانت تحذيراته ستُغيّر إجماع الاحتياطي الفيدرالي.

تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي

الأكثر تداولاً

    أخبار ذات صلة

    الأكثر قراءة

    الأكثر تداولاً

      الأكثر قراءة