قال كبير الاقتصاديين في صندوق النقد الدولي، بيير أوليفييه غورينشاس، يوم الثلاثاء 14 أكتوبر/ تشرين الأول، إن طفرة الاستثمار في الذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة قد تتبعها أزمة شبيهة بأزمة فقاعة الإنترنت، لكنه استبعد أن تكون حدثاً نظامياً يهدد بانهيار الاقتصاد الأميركي أو العالمي.
وأضاف غورينشاس، خلال مقابلة مع وكالة رويترز، أن هناك أوجه تشابه عديدة بين فقاعة أسهم الإنترنت في أواخر التسعينيات وطفرة الذكاء الاصطناعي الحالية، فكلتا الحقبتين دفعتا تقييمات الأسهم وثروات مكاسب رأس المال إلى آفاق جديدة، مما تسبب في زيادة الاستهلاك الذي رفع الضغوط التضخمية.
وذكر الخبير الاقتصادي أن الوعد بتكنولوجيا جديدة وتحويلية آنذاك، كما هو الحال الآن، قد لا يُلبي في نهاية المطاف توقعات السوق على المدى القريب، وقد يتسبب في انهيار لتقييمات الأسهم. ولكن كما كان الحال في عام 1999، فإن الاستثمار في هذا القطاع لا يعتمد على الرافعة المالية (أي قائم على الديون)، بل على أموال شركات التكنولوجيا الغنية بالسيولة.
اقرأ أيضاً: اجتماعات صندوق النقد والبنك الدولي.. شبح فقاعة الدوت كوم والحرب التجارية تظلّل المخاوف الاقتصادية
وقال غورينشاس في مستهل الاجتماعات السنوية لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي في العاصمة الأميركية واشنطن: "لا يُموَّل هذا بالديون، وهذا يعني أنه في حال حدوث تصحيح في السوق، فقد يخسر بعض المساهمين، وبعض حاملي الأسهم، أموالهم".
وأضاف: "لكن هذا لا ينتقل بالضرورة إلى النظام المالي الأوسع ويُحدث اختلالات في النظام المصرفي أو في النظام المالي بشكل عام".
وتضخ شركات التكنولوجيا مئات المليارات من الدولارات في الاستثمارات المتعلقة برقائق الذكاء الاصطناعي، وقدرات الحوسبة، ومراكز البيانات، وغيرها من البنى التحتية، في سباق لنشر التكنولوجيا التي تُبشر بمكاسب إنتاجية كبيرة.
وقال كبير الاقتصاديين في صندوق النقد الدولي إن هذه المكاسب لم تتحقق بعد في الاقتصاد، تماماً كما كانت التقييمات المرتفعة لأسهم الإنترنت في أواخر التسعينيات غالباً لا تستند إلى الإيرادات الفعلية، مما أدى إلى انهيار فقاعة الإنترنت عام 2000 وركود اقتصادي طفيف في الولايات المتحدة عام 2001.
لكن النطاق الحالي لطفرة الذكاء الاصطناعي أصغر من عصر الإنترنت، وزاد الاستثمار المرتبط بالذكاء الاصطناعي بنسبة أقل من 0.4% من الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة منذ عام 2022، مقابل ارتفاع الاستثمار في عصر الإنترنت بنسبة 1.2% بين عامي 1995 و2000، بحسب بيانات جمعها صندوق النقد الدولي.
شاهد أيضاً: أسهم الذكاء الاصطناعي.. فقاعة أم عصر ذهبي؟
تأثير محتمل على المعنويات
في حين أن التأثير المباشر على الاستقرار المالي قد يكون محدوداً، يرى غورينشاس أن هناك احتمالاً بأن يتسبب التصحيح في أسهم الذكاء الاصطناعي في تحول معنويات المستثمرين ومستوى تحملهم للمخاطر، مما قد يؤدي إلى إعادة تسعير أوسع للأصول، بما قد يضغط على المؤسسات المالية غير المصرفية.
وأضاف غورينشاس: "لكنها ليست علاقة مباشرة، فنحن لا نرى روابط ضخمة تأتي من قناة الديون".
وساعد الإفراط في الاستدانة في ذروة فقاعة العقارات الأميركية خلال عام 2008 على اندلاع الأزمة المالية العالمية، وهو ما أدى إلى إفلاس العديد من البنوك الكبرى، وبتداعيات سببت أعمق ركود اقتصادي منذ الكساد الكبير في ثلاثينيات القرن الماضي.
تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي